كلمة المدير العام – تقرير مركز سلامة المرضى
إن مبدأ (لا ضرر ولا ضرار) هو من المبادئ الأصيلة في ديننا الحنيف التي يرتبط بها العمل في الكثير من القطاعات بما في ذلك القطاع الصحي، حيث يعتبر هذا المبدأ هو إحدى أُسس سلامة المرضى. لذلك لم يكن من المستغرب أن نرى التـزام المملكـة العربيـة السـعودية بدعم سلامة المرضى منذ البدايات وخلال فترة السبع عقود الماضية، والذي كان واضحاً وجلياً ابتداءً بتأسيس وزارة الصحة في عام 1950م ، مروراً بإنشاء العديد من الجهات المهمة (كمثال: المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية وغيرها من الهيئات الهامة) وتم مؤخراً اطلاق المركز السعودي لسلامة المرضى في عام2017م والذي يعتبر أحد أهم مبادرات برنامج التحول الوطني وإكمالاً لمنظومة حوكمة القطاع الصحي في المملكة.
وخلال الثلاث سنوات الماضية تصاعدت وتيرة مساهمات المملكة في مجال سلامة المرضى، فعلى الصعيد المحلي قاد المركز استراتيجية سلامة المرضى، ابتداءً بإطلاق المنصة الوطنية لسلامة المرضى (صوتك) والتي سوف تصبح في غضون الخمس سنوات القادمة أكبر منصة وطنية لسلامة المرضى على المستوى العالمي. كذلك أحدث المركز نقلة نوعية في ثقافة سلامة المرضى حيث أطلق الاستبيان الوطني لثقافة سلامة المرضى (أحد مؤشرات الأداء لبرنامج التحول الوطني) وشارك فيه أكثر من 77 ألف ممارس صحي من جميع القطاعات في المملكة وساهم في تحسين الثقافة الإيجابية لسلامة المرضى في المستشفيات السعودية من 30 % الى 60%.
بالإضافة إلى تدريب أكثر من 10 آلاف ممارس صحي في مجالات مختلفة بسلامة المرضى منها: مكافحة العدوى والسلامة الدوائية وإدارة المخاطر.
وقام المركز أيضاً بإحداث نقلة نوعية في مجال تمكين المرضى في المملكة من خلال تدريب أكثر من 6 آلاف مواطن(مرضى، طلاب وطالبات ، معلمين ومعلمات في المدارس والجامعات وجمعيات دعم مرضى)
في مجال تمكين المرضى، بالإضافة إلى النشرات والدوريات والتوعية المستمرة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلى الصعيد الإقليمي كان المركز فعالاً في دعم سلامة المرضى من خلال تعاونه الاستراتيجي مع المجلس الصحي الخليجي وعلى الصعيد الدولي، فقد كانت بصمة المملكة من خلال مركز سلامة المرضى واضحةً وقويةً، حيث كانت من الدول القلائل التي شاركت في جميع القمم الوزارية العالمية لسلامة المرضى ابتداءً بقمة لندن في بريطانيا عام 2016م ، مروراً بقمة بون في ألمانيا عام 2017م ومن بعدها قمة طوكيو في اليابان 2018م ، وانتهاءً بقمة جدة في السعودية عام 2019م ، والتي نظمتها المملكة برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، اعتبرت أنها من أفضل القمم الوزارية العالمية في مجال سلامة المرضى، حيث شاركت فيها 45 دولة بالإضافة إلى مشاركة مدير منظمة الصحة العالمية، ووزير خارجية المملكة المتحدة ، وكان من أهم مخرجاتها "إعلان جدة بشأن سلامة المرضى" والذي يعتبر من أهم الوثائق الداعمة لسلامة المرضى على المستوى الدولي.
وتعتبر المملكة الآن عضواً من أعضاء اللجنة التوجيهية للقمة الوزارية العالمية لسلامة المرضى، والتي تشرفنا بتمثيل المملكة فيها مع أعضاء ممثلين الدول التالية : بريطانيا – ألمانيا - اليابان - سويسرا - منظمة الصحة العالمية.
لم تنته إسهامات المملكة عالمياً على القمم الوزارية العالمية لسلامة المرضى فقط، بل كانت أيضاً من إحدى الدول القلائل التي ساهمت في إعداد القرار الدولي المتعلق بسلامة المرضى، الذي تم إطلاقه في جمعية الصحة العالمية في 2019م والذي وضع سلامة المرضى كأحد أهم الأولويات في القطاع الصحي على المستوى العالمي وكان سبباً في استحداث اليوم العالمي لسلامة المرضى. ومؤخراً ساهم المركز السعودي لسلامة المرضى في إحداث نقلة نوعية في الأجندة العالمية لسلامة المرضى وذلك من خلال إدراج سلامة المرضى على أجندة مجموعة العشرين، حيث أدى ذلك إلى ربط الاستثمار في سلامة المرضى بالعائد الإيجابي، ليس على النظم الصحية فحسب بل على الاقتصاد العالمي ككل.
رؤية المركز السعودي لسلامة المرضى هي "رعاية صحية رعاية صحية أكثر أمانا للجميع." ونحن نستبشر مستقبلاً مشرقاً لسلامة المرضى يلعب فيه المركز دوراً ريادياً على المستوى المحلي والدولي خصوصاً مع اختيار المركز مؤخراً ، كمركز متعاون مع منظمة الصحة العالمية في مجال سلامة المرضى(واحد من أربع مراكز متعاونة مع منظمة الصحة العالمية على المستولى الدولي ) والذي سيدعم دور المركز الريادي في هذا المجال.
وفي الختام أريد أن أؤكد للجميع أن سلامتهم ليست فقط على أولوياتنا، ولكنها ايضاً في صميم كل شيء نعمل عليه في المركز السعودي لسلامة المرضى.